كيف أثرت قوات صنعاء على أسهم شركة “زيم” الإسرائيلية؟

سفينة تابعة لشركة زيم
سفينة تابعة لشركة زيم

تقرير/

أعلنت شركة ZIM الإسرائيلية للشحن، مساء الإثنين، تحويل مسار بعض سفنها بعيداً عن البحر الأحمر والبحر العربي، بسبب التهديدات التي تواجه السفن الإسرائيلية في المنطقة، وذلك تزامناً مع هبوط غير مسبوق منذ سنوات لأسهمها، وبعد يومين من تهديد قوات صنعاء لها.
وقالت الشركة في بيان لها إنه: في ضوء التهديد الذي يهدد العبور الآمن للتجارة العالمية في البحر العربي والبحر الأحمر، تتخذ ZIM إجراءات استباقية مؤقتة لضمان سلامة أطقمها وسفنها وبضائع عملائها من خلال إعادة توجيه بعض سفنها.
وتابعت أنه “نتيجة لهذه التدابير، من المتوقع أن تكون فترات العبور أطول في خدمات ZIM ذات الصلة، على الرغم من بذل كل جهد ممكن لتقليل الاضطرابات”.
وأضاف البيان أن شركة ZIM تقوم بمراقبة الوضع عن كثب لمعالجة المخاطر المحتملة وضمان استمرار سلامة وكفاءة عملياتها.
وتعليقاً على بيان الشركة قالت صحيفة “غلوبز” الاقتصادية الإسرائيلية في تقرير إن “قرار ZIM تم اتخاذه بعد مشاورات مكثفة أجرتها إدارة شركة الشحن مع كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين في أعقاب الهجمات الأخيرة في البحر الأحمر وبحر العرب على السفن المملوكة لإسرائيل من قبل الجماعات المدعومة من إيران”.
ولم تكشف ZIM عن تفاصيل حول “فترات العبور الأطول”، لكن الصحيفة الإسرائيلية نقلت خطوط الشحن الدولية الأخرى قولها “إن المسار الأطول قد يضيف 18 يومًا للإبحار”.
وأضافت أن “إعادة توجيه المركبات التي يتم شحنها إلى إسرائيل بواسطة ZIM من الصين واليابان وكوريا سيضاعف وقت الرحلة إلى إسرائيل من شرق آسيا”.
ونقلت الصحيفة عن وسائل إعلام الشحن الدولية أن “سفينة الحاويات ZIM Europe، التي كان من المفترض أن تبحر شرقاً عبر قناة السويس، قد غيرت مسارها بالفعل للدوران حول رأس الرجاء الصالح قبالة جنوب إفريقيا، مما أضاف آلاف الكيلومترات إلى رحلتها”.
ويتزامن مع ذلك هبوط حاد لسهم الشركة الإسرائيلية بلغت نسبته 4.20% مع افتتاح أسواق البورصة يوم الاثنين.
وانخفضت قيمة سهم الشركة إلى 6.57 دولاراً، في حين كان يوم الاثنين (6,87 دولار) وهو ما يعني أن الهبوط مستمر.
ويتوقع خبراء أن يستمر الهبوط خلال الأيام القادمة نظراً لاستمرار واقع التهديد على السفن الإسرائيلية.
وتظهر بيانات البورصة أن هذا الهبوط هو الأكبر منذ خمسة أعوام.
الجدير ذكره أن شركة “زيم” أعلنت في الثامن من أكتوبر (بعد يوم من بدء الحرب على غزة) أنها ستقوم بوضع سفنها وبنيتها التحتية لصالح الاحتياجات الوطنية للكيان.
وأنه “سيتم توجيه سفن الشركة، كأولوية أولى، لنقل البضائع من أي مكان في العالم إلى إسرائيل وفقًا لمتطلبات واحتياجات وزارة الدفاع وحكومة الاحتلال”.
ولعل هذا الموقف أسهم بشكل أكبر في تعرضها لتهديدات مباشرة، حيث جاء بيان شركة “زيم” وهبوط أسهمها بعد يومين فقط من تهديد وجهته قوات صنعاء على لسان المتحدث باسمها “يحيى سريع” والذي نشر اسم الشركة باللغة الإنجليزية (ZIM) على حساباته الرسمية في مواقع التواصل، الأمر الذي اعتبره مراقبون إنذاراً مباشراً للشركة ولأسطولها البحري، خصوصا أن حكومة صنعاء أعلنت بالفعل أنها ستستهدف أي سفن إسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب وذلك في إطار تحركاتها لدعم الشعب الفلسطيني وإسناد المقاومة في غزة، حسب إعلانها.
ويرى المراقبون أن الشركة ربما قد تعرضت لهجوم على إحدى سفنها ولم يتم الإعلان عنه.
وتواجه السفن التابعة لمختلف الشركات الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل جزئياً خطر التعرض لهجمات أو احتجاز أثناء المرور في البحر الأحمر والبحر العربي، على وقع القتال في فلسطين، وبالأخص بعد إعلان قوات صنعاء أنها ستستهدف أي سفن إسرائيلية تمر من البحر الأحمر وباب المندب، وتنفيذ هذا التهديد باحتجاز سفينة “غالاكسي ليدر” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام أونغر، في الـ 19 من نوفمبر/تشرين الثاني، بعملية عسكرية قالت إنها تأتي ضمن مساندة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتم الإبلاغ عن حادثتين إضافيتين بعد احتجاز “غالاكسي ليدر” حيث قال مسؤولون أمريكيون إن سفينة CMA CGM Symi المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيدان عوفر، تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة (لم يعرف مصدرها) يوم الجمعة أثناء وجودها في المحيط الهندي، ما أدى إلى إصابتها بأضرار، فيما قال البنتاغون إن سفينة “سنترال بارك” المملوكة لشركة “زودياك” التي يديرها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، تعرضت لعملية “قرصنة من مسلحين صوماليين في خليج عدن” يوم الأحد قبل أن يتم تحريرها.
وقالت قوات البحرية التابعة لحكومة صنعاء إنها ستواصل عملياتها ضد السفن الإسرائيلية “حتى انتهاء الحرب على غزة”.

عن admin

شاهد أيضاً

إرشيف.. صورة تعبيرية

دول أوروبية تبدأ استعداداتها لحرب محتملة مع روسيا

في خطوة تشير إلى احتمالية توسع دائرة الحرب الروسية الأوكرانية وامتدادها إلى دول أوروبية أخرى، بدأت السلطات في ليتوانيا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *